L'orientation en education
ظهرت خلال العقود الأخيرة نظريات ومقاربات سعت إلى تجاوز اختزالية المقاربات الأحادية حول الذكاء.منها نظرية عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر صاحب نظرية الذكاءات المتعددة التي وضعها في إطار برنامج علمي ضم مجموعة من الباحثين ينتمون إلى آفاق علمية متعددة.وقد مكنت تخصصات هؤلاء من اعتماد مقاربة متعددة الأبعاد في دراسة الإمكانات الذهنية الإنسانية.وتحددت مهمة غاردنر في إطار هذا الفريق في وضع دراسة مفصلة لما توصلت إليه العلوم حول المعرفة الإنسانية.وكان هدفه من ذلك هو الوصول إلى تصور للفكر الإنساني إوسع وأشمل مما هو سائد.فكان أول عمل أنجزه كتاب (أطر العقل) الصادر سنة 1983 السنة الثي تؤرخ لميلاد نظرية الذكاءات المتعددة. frames of mind لقد تمكن غاردنر في بناء هذه النظرية من استثمار معطيات علمية تنتمي إلى حقول عديدة::علم النفس وسيكولوجية الطفل,فلسفة وعلوم التربية,علم الاجتماع والأنتروبولوجيا الاجتماعية والعلوم المعرفية.وهو ما أضفى على هذه النظرية قوة إبستيمولوجية من جهة,ومكن من إدراج مجموعة من الأنشطة الإنسانية تختلف قيمتها حسب السياقات الثقافية .وبالرغم من جدة نظرية غاردنر فإن جهوده في إبراز مختلف الأنشطة والمظاهر العملية الثي يتحقق من خلالها الذكاء الإنساني تتأطر ضمن تقليد أسسه الفيلسوف الأمريكي نيلسون جودمان الذي أسس مشروع صفر سنة 1967 .ويعتمد تصوره على توسيع مفهوم "المعرفي" حيت يرى أنه مفهوم تكتنفه مجموعة معقدة من الالتباسات الناتجة عن تضييقه وحصره في القدرات اللغوية والمنطقية .والحال يرى غودمان أن "المعرفي" يشمل التعلم والمعرفة ونفاد الدهن والفهم عبر كل الوسائل المتاحة,كما يشمل القدرة على فهم لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية بطريقة متميزة,والرؤية والسماع بكيفية جيدة ,والثي تعتبر كلها أنشطة معرفية مثلها مثل القراءة والكتابة والحساب.
لقد درجت العادة –حسب غاردنر-على تقييم ذكاء الأفراد بواسطة المعامل العقلي عبر اختبارات تتضمن مجموعة من الأسئلة .وعلى ضوء هذا المعامل يتم تقرير مصير الأفراد والتنبؤ بمستقبلهم.وإذا كان تطبيق الاختبارات قد أصبح إجراء مألوفا ,يحدث في كل يوم وفي كل أرجاء العالم,فإن السبب يعود إلى سهولة تطبيقه ,وإلى طابعه البراغماتي ,دون أن يكون مفهوم الذكاء مؤسسا داخل نظرية علمية متماسكة من طرف رواد هذه الاختبارات. وإذا كانت العديد من