Bac 2010
اعتبر أفلاطون أنّ الإنسان هو النّفس العاقلة الخالدة والأزليّة التي لا تلتحق بالجسد إلاّ عرضا. في حين إعتبر أرسطو أنّ الإنسان "حيوان ناطق" أي عاقل وهو بتعريفه هذا يعتبر أنّ العقل صفة مميّزة للإنسان تجعله يختلف جوهريّا عن بقيّة الحيوانات. كما اعتبر ابن سينا أنّ جوهر الإنسان يكمن في النّفس المجرّدة التي يمكن أن نتصوّر وجودها ويمكن أن توجد بالفعل دون الجسد وبالإنفصال عنه. أمّا ديكارت، فالذّات الإنسانيّة بالنّسبة له تكمن في الحقيقة في الجوهر المفكّر.
ما معنى أن الإنسان كائن بيوثقافي ؟
تتكون كلمة "بيوثقافي" من شقين، الأول "بيولوجي" و الثاني "ثقافي".
:الإنسان ككائن بيولوجي 1-
:إن الفحص الفيزيولوجي للكائن البشري يسمح بإكتشاف جملة من الخصائص الطبيعية المميزة وأهمها ثلاث
الجهاز العصبي المركزي بتكوينه المعقد ومناطقه المتمايزة؛ الجهاز الصوتي الذي يؤسس للكفاءة اللغوية؛ الشكل الخاص لليدين أوالإختلاف البين بين الأطراف الأمامية والخلفية، ذلك أن شكل الكف وتوزيع الأصابع يجعل منها أداة فعالة لتناول الأشياء والتحكم فيها بدقة أكبر؛ حتى لقد وصف أرسطو اليد بأنها "أداة لصنع الأدوات".
وهكذا، فهذه الصفات الفطرية -ومصدرها الطبيعة- تجعل من الإنسان على التوالي كائنا مفكرا، ناطقا ثم صانعا. ولو أننا قارنا بين الإنسان والحيوان وخصوصا الثدييات العليا لتبينت هذه الخلاصة أكثر: فبعض صفات هذه الأخيرة المؤقتة والدورية كالمشي على القدمين، استعمال الأدوات وحب الإطلاع والذكاء قد غدت صفات دائمة عند الإنسان؛ كما أن صفات ضعيفة الحدة عند الحيوان كالود والحنان الأسري والتنافس والعداوة أصبحت قوية الحدة لدى الإنسان. وبالتالي فصفات الإنسان المميزة تضرب بجذورها عميقا في إرثه الحيواني وليس من صفة كما يقول إدغار موران إلا ولها مصدر بيولوجي.
:الإنسان ككائن ثقافي 2-
تشير الثقافة إلى كل ما أنتجه الإنسان ضمن مجتمع، مما يعني إختلافها باختلاف المجتمعات وتشمل أربعة دوائر حسب مالينوفسكي: الخيرات المادية(المسكن، المأكل،الملبس...)، التنظيم الإجتماعي(المؤسسات،القوانبن،الأعراف...)، التواصل(اللغة،الفكر،الفن...) وأخيرا القيم الروحية(الدين،المعتقدات،الأخلاق...)
تشمل الثقافة جميع نواحي الحياة الإنسانية، ولقد اكتشف الأنثربلوجيون أن صفات وسلوكات الإنسان تحمل أثر الثقافة سواء تعلق الأمر بالتصرف أو