Tees
والرواية باختصار سرد أحداث عاشتها أسرتها في فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب وأثناء الاستقلال وبعده تقول عنها (روايتي الأولى كانت تدور حول امرأة من جيل أمي) هذه المرأة التي ناضلت في تلك الحقبة للدفاع عن حقوقها، وحقوق زوجها ، وبناتها اللواتي كافحن بكل شجاعة للحفاظ على وحدة الأسرة،وتماسكها ومتابعة دراستهن ، كما تحكي ليلى عن نضالها التعليمي في تلك الحقبة التي كانت فيها الفتاة ممنوعة من حق التمدرس بسبب التقاليد, وذلك بأسلوب يعتمد على التذكر والاسترجاع والرحلة الفنية في الأزمنة والأمكنة، والغوص في ثنايا الأحداث التاريخية التي عاشتها الأسرة أوعاشها المغرب الجديد ، تلك الأحداث الاجتماعية أو السياسية الأليمة التي عكستها السيرة الذاتية للكاتبة، وعكست معها الواقع المر للمرأة المغربية في تلك الحقبة بصفة عامة وكمثال على ذلك معاناة الأم داخل أسرة زوجها أو في المجتمع أثناء تنقلها من منزلها إلى زيارة زوجها في السجن .وأتناء تنقلها بين المدن المغربية المذكورة بالسيرة كصفرو القنيطرة والرباط والدار البيضاء.
فالرجوع إلى الماضي والنهل من ينابيعه، يقتضي رجوع الكاتبة إلى طفولتها، وعرضها على القارئ بأفراحها،وأتراحها، كما تصورتها بعد البلوغ، فضلا عن أنها عودة إلى حياة الأب قبل السجن وداخله وخارجه ، ورجوع إلى ماضي الأم المشحون بصراعات عديدة ، من أجل البقاء ونضالها ضد أسرة زوجها، وضد نفسها وضد الاستعمار،حيث تفشي الفساد الإداري والاجتماعي ،وسيادة الرشوة ،والخيانة الزوجية و تقاليد المجتمع، وصراع القيم إلى درجة أنها أي الأم أصبحت السارد الرئيسي لأحداث السيرة بل تكاد تكون