Liberte et devoire
يتعلق الأمر بالتفكير في الوجود"
التأمل الأول :
نحن مطالبون اﻵن،في هذا الدرس،بتأمل الوجود،ويشترط في ذلك أن لا نتوسل أفكار الفلاسفة.رغم أن هذا الشرط يفسح أمامنا الحرية الكاملة
لتأمل الوجود،إلا أنه من غير الممكن،في نظري، تأمل الوجود "بوعي"دون
الإنخراط في حوار فلسفي مع الفلاسفة.فالتفكير في الوجود له تاريخ لا بد
من تتبعه،هو تاريخ دروب الوجود وانفلاتات معناه،وفي الفلسفة وعبرها تتجلى
تاريخية وزمنية الوجود كسؤال.ومع ذلك،لانقصد أن نستوعب سلبا كل ما يقال
في الفلسفة عن الوجود،لأن التفكير في الوجود يستدعي منا نوعا من القفز،
أي الدخول في حوار مع الفلسفة من أجل القفز هناك حيث لا شئ بعد قد
قيل عن الوجود.
في اليومي،يكون المرء أمام امتلاء العالم بالأشياء،أنماط من الأشياء تحيط به
وربما تسبب له الدوار ما إن يبدأ في تأملها،هذا الإمتلاء هو ما كنت أسميه،قبل
ارتباطي بالفلسفة"الوجود"،حتى القول إن تلك الأشياء في كلها و عمومها هي
الوجود كان غائبا عني،فكل ما كنت أراه،أشياء هنا و هناك تزاحمني و تتقاسم معي هذا المكان الواسع.بل إن المكان لم يكن يتحدد عندي إلا بأشيائه،
بمناسبة موعد مع الغيرأو النظر إلى أشياء معينةفي الحديقة و الشارع...
فلا وجود للمكان إلا حيثما وجدت الأشياء،ولا يمكن النظر إلى الأشياء إلا كمكان.
التأمل الثاني :
في المكان،وجود آخر غير وجودي ووجود الأشياء،يفصح عن نفسه،إنه وجود
المسافة.ولقد كان لقائي بالشعر،قبل أن أدرس الفلسفة،أول ما قرب المسافة بيني وبين الأشياء،صرت أنظر إليها بألفة و حميمية،أرى ذاتي من خلالها،أسد ثقوب ذاتي بضوئها،أتزود من ألوان حضورهالأطرد الفقرالذي
أحسه في ذاتي.
لاينبغي أن نتصور الأشياءوكأنها في وضعية سلبية دائما،كأنها حيوانات أليفة في خدمة الذات،فلقد كانت مزعجة لطالما تسببت لي في العديد من التصدعات"تجري الأشياء بما لا تشتهيه الذات".
لنسجل هنا أمرا أساسيا:لولا الشعر،ما منحت فرصة تأمل ذاتي و اكتشاف نزوعها و نقصها،وما قام ذلك التقارب بيني و الأشياء.
الشعر ذوات جميلة تقطنك حين تريد،وحين تستضيفها لديك،لتمنحك ذاتا تشرع هي الأخرى في أن تكون جميلة.
التأمل الثالث :
ليس هنالك في الشعر ذات في مقابل موضوع،كل ما يوجد في الشعر ذوات،
فحتى الورقة البيضاء تفصح عن نفسها لحظة الشعر