Candide
وحدهم الفلاسفة سعداء الفارابي
ما السعادة سؤال ونداء يفرض الاستجابة له من خلال ممارسة التفكير في هذا المفهوم، والانفتاح على كل التصورات الفلسفية المؤطرة له داخل بنية الفكر الإسلامي ، من داخل هذه الرغبة رغبة الاستجابة للنداء نخوض هذه التجربة التأملية والفكرية. ...
الإنسان ولد ليكون سعيدا، هكذا تصبح السعادة غاية وحلما إنسانيا، أنها تلك الحالة العقلية التي يولدها الشعور بالتعود على فعل الخير، كما أكد ذلك أرسطو وهو ما يعني ارتباط السعادة بفعل المعرفة مادامت هي فعل عقلي يرتبط بالتحصيل والتعود هي ليست أمرا تصنعه الطبيعة لا نولد سعداء وإنما نصبح كذلك .
إذن كيف تمثل مفكرو الإسلام مفهوم السعادة، نورد هذا السؤال على سبيل بناء المفهوم ومساءلته.
1.1- الدلالة الاجتماعية
على مستوى التمثل الاجتماعي يختلف الناس في تصورهم للسعادة وفق الدلالات الآتية :
- السعادة هي حسن العيش والحياة الكريمة بامتلاك المال والثروات وتلبية الرغبات .
- السيرة العطرة والحياة الكريمة والمتوازنة، السلوك الفاضل.
تتعدد دلالات السعادة ومدلولاتها بحسب حاجيات الناس ، المريض يراها في اكتساب الصحة ، والمعوز في اكتساب الحال، والغريب في العودة لوطنه، والوحيد في الصداقة ، مما يظفي على السعادة بعدا ذاتيا .
فالتمثل الاجتماعي للسعادة يهيمن عليه الطابع المادي وهو ما يفرض السؤال أليس الجانب الروحي ضروريا لاكتساب السعادة وتحصيلها، هذه النظرية الاختزالية لموضوعه السعادة في الفهم الاجتماعي من خلال التركيز على البعد المادي يفرض استحضار الدلالة اللغوية لإضاءة أكثر لهذا المفهوم.
2.1-الدلالة اللغوية
في لسان العرب لابن منظور السعادة مشتقة من فعل "سعد " أي فرح واستبشر، والسعادة هي اليمن وهي نقيض النحس والشقاوة، ويشتق من الجذر اللغوي"سعد " ثلاثة مفاهيم :
• الساعد هو الذراع/ ساعد الإنسان ذراعاه وساعد الطير جناحاه وساعد القبيلة رئيسها.
• السعدات يدل على نبات ذو شوك رطب.
• السعد هو الرائحة الطيبة .
تمعنا في الدلالات المحمولة لغويا يستشف اقتران السعادة بالا رضاء والارتواء والإشباع فالذراع يشبع صاحبه والنهر يروي الحقول / السعيد يروى الحقول والسعد يشبع النفس برائحة عطرة .
كما تقترن الدلالة بضرورة توفر العنصر المادي المحقق للسعادة : الذراع للإنسان والجناح للطائر ورئيس القبيلة لتماسكها.
و السعادة وفق