Banques offshore
تمتد تفرعات عصبية جديدة تصل بين المزيد من الخلايا في دماغك.. فرغم ان نمو الدماغ يتوقف في سن السادسة إلاّ ان ظهور التفرعات العصبية الجديدة يستمر باستمرار قدرتنا على التعلم واكتساب خبرات إضافية، وكلما تعلم الإنسان أكثر خرجت من تلك الخلايا فروع أكثر تصل فيما بينها (كالاخطبوط). وبهذه الطريقة يتم الاحتفاظ بالمعلومات والخبرات المكتسبة في غابة من التفرعات والتقاطعات العصبية المجهرية..!
والجميل فعلاً ان إنشاء روابط عصبية جديدة - لا يساعدنا فقط على حفظ المعلومات - بل وأيضاً على رفع معدل ذكائنا ومواهبنا الذهنية. فكلما زادت كثافة الروابط العصبية تواصلت أعداد أكبر من الخلايا ومرت التيارات العصبية بينها بسهولة (وهذا بحد ذاته يرفع نسبة الذكاء وسرعة البديهة ويمنع خرف الشيخوخة - حيث كثافة التوصيل تعوض أي تدهور محتمل)!!
ومؤخراً قرأت عن اكتشاف بروتين في الدماغ يدعى سايبين (Cypin) مسؤول عن ظهور المزيد من تلك التفرعات. فهذا البروتين يسبب نشاطاً مفاجئاً في الخلايا الدماغية ويحثها على مد وصلات وتفرعات عصبية جديدة (حسب مجلة Nature Neuroscince) عدد فبراير 2004م)!
والسؤال هنا: هل يمكن عكس هذه العملية!!؟
بمعنى، هل تتفجر المعرفة في أدمغتنا فجأة إذا رفعنا عمداً من كثافة تلك التفرعات (عن طريق حقن هرمون السايبين مثلاً)!؟.. وهل يتسبب التغير المفاجئ في كيميائية الدماغ في اكتساب معارف غريبة أو شحذ مواهب معينة!؟
أنا شخصياً لا أستبعد ذلك.. فهناك نماذج تاريخية لعظماء وعباقرة (فتح الله عليهم فجأة) بالعلم أو الموهبة؛ وقد يكمن السر هنا في حدوث نشاط كيميائي مفاجئ أدى لنمو المزيد من التفرعات العصبية بين خلايا الدماغ (وبالتالي الشعور بالخبرة والمعرفة المفاجئة).. وهذه الحالة ناقشها الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين حيث يرى ان استيعاب العلم يتم بطريقتين: الأولى من خلال الحواس العادية (كالسمع والبصر) والثانية فتح من الله يلقيه في قلب الإنسان فيستيقظ وقد وعى. فهناك مثلاً النابغة الجعدي الذي أصيب فجأة بموهبة الشعر والأدب وقد تجاوز سن الشيخوخة. وابن سيرين الذي سئل كيف أصبحت بارعاً في الفقه وتفسير الأحلام فقال: رأيت في المنام يوسف عليه السلام فقلت: علمني مما علمك الله؟ فأصبحت وما قصت علي رؤيا الا وكأني انظر إليها.. وقبل فترة بسيطة تحدثت