Document
أ- القدمة
قبل أن نتحدث عن الدارس اللسانية، جدير بنا أن نعرف تعريف اللسانية نفسها، لكي ل نقع ف الطأ. فاللسانية عند أحد ممد التعليمية والحكام العيارية». وكلمة "علم" الواردة ف هذا التعريف لا ضرورة قصوى لتمييز هذه الدراسة من غيها، لن أول ما يطلب ف الدراسة العلمية هو اتباع طريقة منهجية والنطلق من أسس موضوعية يكن التحقق منها وإثباتا. والعلم ب ث موضو عة درا سة طائ فة معي نة من الظوا هر لبيان حقيقت ها وعنا صرها ونشأت ا وتطور ها ووظائف ها والعلقات ال ت تر بط بعضها ببعض، والت تربطها بغيها، وكشف القواني الاضعة لا ف متلف نواحيها. سنتناول ف هذا البحث عن الدارس اللسانية. ونبدأ الديث أو ّ عن الدارس الل سانيات العربية، ث بعد ذلك عن الدارس اللسانية ل الغربية. ق ّور ف الديث عن تعريف اللسانية: «العلم الذي يدرس اللغة النسانية دراسة علمية تقوم على الوصف ومعاينة الوقائع بعيدا عن النعة د
ب- الدارس اللسانية العربية
إن علماء العرب، مثل الاحظ والرجان والسكاكي وابن خلدون هم الذين أ ّسوا الدارس اللسانية العربية، وبإمكاننا أن نتحدث س عنهم ف هذا الديث بداية من الدرسة البيانية مع الاحظ ث مدرسة النظم مع الرجان ث الدرسة الشمولية مع السكاكي لنصل إل الدرسة الرتقائية مع ابن خلدون.
1- الدرسة البيانية مع الاحظ
كان من الصح أن نقول الدرسة البيانية -التبيينية- حت نلتزم بعبارة الاحظ وبفكره كما كانا ف عنوان كتابه الشهور «البيان والتبيي»، لن إتباع التبيي للبيان الذي كان بالمكان الستغناء عنه ف العنوان طلبا للختصار دفع بالاحظ إل تشم السالك الوعرة لستيعاب مدارك الكلم ف جيع مضانا، لن البيان إن كان يعب بالصوص عن هذه الظاهرة اللسانية النسانية الت تثل المانة الت عرضها ال على السماوات والرض فأبي أن يملنها وأشفقن منها وحلها النسان لنه كان ظلوما جهول، وهي بالتال ظاهرة غيبية بالدر جة الول، فإن ال تبيي موضوع من الا حظ لو صف العلقات الل سانية ال ت تري ف عال الشهادة وت مع ب ي التكلم والخا طب وتنقل البيان إل بلغة، والكلم إل رسالة مع ما تتضمنه الرسالة من إلقاء وتلقي ورموز ومعاقد وحال ومقال ومقام كما تشرحه اليوم اللسانيات الديثة. والتأ مل ف حقي قة الكلم و ف كيف ية إنشائه وتطويره وعلق ته بالن سان م نذ بدء اللي قة إل أن صار بل غة ف سياسة الكون