Energy
دكتور مهندس: محمـد مصطـفي الخيـاط mohamed.elkhayat@yahoo.com مختصر البحث
تعد الطاقة أحد أهم إشكالات الإنسان علي مر التاريخ، شُنت بسببها حروب وغيرت نتائج حروب وبسببها أيضا عقدت معاهدات وتحالفات، وقد عرف العصر الحديث أربع أزمات كبري في مجال الطاقة، وقعت أول هذه الأزمات في عام 1973 كنتيجة مباشرة لحرب أكتوبر المجيدة، ووقعت الثانية عام 1980 كرد فعل لنشوب الحرب العراقية الإيرانية، والثالثة في أغسطس 1990 بسبب غزو العراق للكويت، أما الرابعة -والتي أدت تداعياتها إلي غزو بلدان تمتلك أو تشرف علي مصادر حيوية للنفط- فكانت في 11 سبتمبر 2001، وليس غريبا أن تكون أطراف هذه الأزمات –كلها- قوي عربية أو إسلامية، فالخليج العربي يحتضن ما يفوق نصف مخزون العالم من النفط.
وعلي الرغم من سيادة النفط لمصادر الطاقة في عصرنا الحالي، إلا أن الإنسان القديم تعرف على مصادر الطاقة المتجددة كأشعة الشمس والرياح وتعامل معها واستفاد منها، فتعددت تطبيقات هذه المصادر وتطورت عبر العصور علي التوازي مع تطور نمط عيش الإنسان ونمو وتطور حاجاته إلى الطاقة. فإلى حدود اكتشاف الفحم، كان الإنسان لازال يستعمل الخشب كمصدر أساسي للطاقة ويعتمد على قدراته العضلية للقيام بأعمال الفِلاحة متنقلا علي الدواب، كما استخدم الطاقة الشمسية لتجفيف المواد الغذائية وطاقة الرياح في دفع السفن والإبحار وفي تشغيل طواحين الرياح لطحن الحبوب، هذا إلي جانب بناءه السدود للتحكم في جريان المياه.
وفي مطلع القرن التاسع عشر ازداد عدد سكان العالم وبالتالي ازداد الطلب على الغذاء، والسفر السريع والملابس والسكن، وتطورت المعرفة واخترع الإنسان الآلة البخارية واستعملها في البواخر والقطارات، وانتشرت المصانع والسكك الحديدية، لتزيد الحاجة إلى الوقود -الخشب- ليقل ببعض المناطق، ويبدأ الاعتماد علي الفحم الحجري ليأخذ مكان الخشب لإنتاج الطاقة الحرارية، ثم اكتشف الإنسان البترول وأخذ يستعمل مشتقاته شيئا فشيئا في الإنارة وطهي الطعام، ثم اختُرعت السيارة والطائرة فيما بعد فزادت من يومها الحاجة لمشتقات البترول.
ومع تباشير القرن العشرين، بدأت تتضح صلاحية وكفاءة استعمال الكهرباء في مجالات واسعة، فاستُعمِلت في الإنارة وإدارة المحركات الكهربائية، مما ساعد علي تَسهيل سُبل العيش. فَسُخِّر الفحم الحجري والبترول والغاز